المقالات | عامة

اختيار جامعة في المملكة المتحدة.

القراءات : 569
أسماء عبدالرحمن
2021-02-11 17:35:03
اختيار جامعة في المملكة المتحدة.

قامت جامعة برادفورد (جامعة في المملكة المتحدة) بمقابلة عبير الخاولدي، طالبة من طلاب الدكتوراة الدوليين حاملة للجنسية الأردنية، عن تجربتها في اختيار جامعة تقع خارج موطنها و تخصص مناسب لها و لطموحاتها. 

فلنتعرف معاً على تجربتها في المجيء إلى جامعة برادفورد وما تطمح أن تنجزه بشهادتها بعد التخرج، ولنستفيد من بعض النصائح التي قدمتها حول موضوع اختيار جامعة في الخارج وتخصص مناسب.  لماذا اختارت عبير الدراسة في المملكة المتحدة؟ لطالما آمنت عبير بأن متابعة دراساتها العليا في الخارج سوف يمنحها خبرة أكبر و معارف أوسع من متابعتها في بلدها. ومن ضمن الخيارات المتعددة التي كان بإمكانها الاختيار منها، قررت متابعة دراساتها في المملكة المتحدة و ذلك يعود للسبب التالي:  على عكس البلدان الأخرى، تُبذل في المملكة المتحدة جهود جبارة من أجل منح طلاب الدكتوراة الباحثين فرصة الانخراط في بيئة بحوث عالمية و دولية. 

ولقد أكدت السنتان اللتان أمضتهما عبير في جامعة برادفورد هذا الأمر: لقد تطورت مهاراتها البحثية و تمكنت من تقوية لغتها الإنجليزية. كما أضافت عبير بأن دراستها في المملكة المتحدة فتحت لها أبواب التواصل مع زملاء وخبراء ضمن مجالها البحثي.  ومن الأسباب الأخرى التي شجعت عبير على الدراسة في الخارج: - طريقة تقديم البرنامج، هيكله ومدته كانت أفضل بكثير من الهيكل المعتمد في بلدها.

- سعيها للعمل على لغتها الإنجليزية وتقويتها وهذا أمر ما كانت تقدر العمل عليه ضمن بلدها بسبب ضعف التعليم في اللغة الإنجليزية بشكل عام. - قدرتها على تعلم أساليب بحث جديدة متطورة ومبتكرة

. - وأهم دافع هو أن الدراسة في الخارج ستمكنها من تدويل سيرتها الذاتية ما سيرفع من فرص قبولها في أية وظيفة كانت في أي بلد كان. ما هي المقومات التي اعتمدت عليها عبير في عملية اختيار الجامعة و التخصص؟  اتخاذ قرار حول الدراسة في جامعة معينة ومتابعة اختصاص ما عملية معقدة لا سيما بسبب توافر خيارات متعددة أمام الطالب:  فقد يحتار الطالب ويصبح غير قادر على اتخاذ قرار نهائي. لذلك، من المهم جداً أن يقوم الطالب بعملية البحث والاختيار بطريقة مدروسة لا عشوائية، معتمداً على عدد من المعايير والمقومات التي تقلص من خياراته وبالتالي تمكنه من اختيار ما هو أنسب له. وفي هدا الصدد، تقدم عبير الاقتراحات التالية:   

-  عندما تريد تحديد التخصص، اسأل نفسك أولاً الأسئلة التالية: أين ترى نفسك في المستقبل؟ ما هو نوع الوظائف التي تود أن تعمل بها؟  وإذا كان في بالك تخصص معين، اطلع على الأمور التالية: نوع الوظائف والأشغال التي يفتحها لك هدا التخصص، شعبية التخصص في الجامعة التي تريد أن تدرس بها، تصنيفه ومراجعات الطلاب إذ أن هذه الأمور تساعدك على تقييم أهميته.

- خذ بعين الاعتبار كل البلدان أو المدن التي تفكر بالدراسة فيها والتي تتمتع بالمزايا التي تناسبك، ثم قارن بينها على الصعيد التالي: أي دولة تتمتع بأقوى برنامج للدراسة؟ هل وسائل النقل متاحة؟ ما هي تكاليف المعيشة وهل بإمكانك تحملها؟ ما هي التسهيلات المتاحة؟  - بعض الجامعات تقوم بتقديم مساعدات دعم خاصة لطلابها الدوليين، فحاول قدر المستطاع الاستفادة من هده الخاصية حتى تسهل على نفسك عملية التكيف في محيط جديد.

- إذا كنت تسعى للتقديم على دراسات عليا تعتمد على البحث، من المفضل أن تقوم ببحث قصير حول الأساتذة المشرفين (اهتماماتهم، دراساتهم، الأبحاث التي يعملون عليها، ... الخ) ثم قم باختيار الجامعات التي تمكنك من العمل مع مشرفين لديهم نفس اهتماماتك البحثية كي تتمكن من الاستفادة من خبراتهم المهنية.  لماذا اختارت عبير جامعة برادفورد وليس جامعة أخرى؟  خلال عملية التقديم على مختلف جامعات، وجدت عبير الدعم والتوجيه الذي قُدِم من قبل جامعة برادفورد الأفضل على الاطلاق وخصوصا عند مساعدتها في تطوير و تحسين اقتراحها البحثي. وقد استفادت أيضا من قراءة مراجعات الطلاب و من النصائح والتوصيات التي قُدِمت لها من قِبل الأصدقاء، الأساتذة، وخريجي الجامعة. وقد شجعها الجميع على متابعة دراستها في تلك الجامعة لأسباب متعددة منها ما يلي: 

- بيئة البحث في جامعة برادفورد بيئة هيكلية، وهذا الأمر يرفع من فرص قبولها في وظائف مهمة.

- توافر فرص المشاركة بمشاريع بحثية في العالم الحقيقي. - توافر فرص مزاولة مهنة التعليم ضمن الجامعة نفسها. -

ن خلال المشاركة بالحياة الطلابية ومختلف النشاطات والمشاريع التي تُقام في الجامعة، ستتمكن من اكتساب مهارات العمل الجماعي، تقوية لغتها الانجليزية وتعلم لغات جديدة، وتطوير مهاراتها في البحث، والكتابة، وتقديم المحاضرات. - جامعة برادفورد تشجع الطلاب الدوليين على التقديم إليها، وهي جامعة غنية بطلاب من مختلف الجنسيات و البلدان حول العالم وتعتبر هذه فرصة رائعة من أجل تكوين صداقات مع طلاب من جنسيات مختلفة والتعرف على مختلف الثقافات. - منطقة برادفورد أقل تكلفة من مناطق أخرى في المملكة المتحدة خصوصاً فيما يتعلق بالسكن، والمواصلات، والأكل وهذا الأمر مناسب  لشخص ينحدر من عائلة متواضعة كعائلة عبير.

   عملية تقديم سريعة: تتطلب درجة الدكتوراة التي قدمت عليها عبير تقديم اقتراح بحث. فقامت بكتابة اقتراحها وتعبئة نموذج الطلب كما قامت ببناء علاقات مع بعض من المشرفين وحاولت قدر المستطاع الاستماع الى نصائحهم والالتزام بها لكونهم متخصصين في المجال الدي تقوم أبحاثها عليه.  بمجرد تلقي الجامعة لطلب عبير، تم تأكيد الحصول عليه من قبل الجامعة عبر الإيميل وتمت مراجعة الطلب واقتراح البحث من قبل مدير أبحاث الدراسات العليا وبعض المستشارين المختصين. توافرت العديد من النصائح والإرشادات المتوافرة على الموقع الإلكتروني للجامعة أما بالنسبة إلى فريق القبول، وفريق التأشيرة (الفيزا)، ومستشاري الطلاب الدوليين و الكلية فكانوا جميعاً مستعدين للمساعدة وتقديم التعاون والدعم بأي طريقة ممكنة بالإضافة إلى تجاوبهم عبر الإيميل من خلال إجابتهم على أسئلتها وتوجيهها.    تحضيرات ما قبل انتقال عبير الى برادفورد: صلت عبير على كافة المعلومات والتوجيهات (كيفية الحصول على الفيزا، الملفات المطلوبة، ... الخ) التي تحتاج اليها من أجل التحضير لمجيئها إلى المملكة المتحدة من مصدرين: الموقع الإلكتروني للجامعة بالإضافة إلى المراسلة عبر الإيميل. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، فقد قدمت الجامعة مزيدًا من الدعم على الشكل التالي:

 

- أوضحت الجامعة لعبير شروط الفيزا وعملية التقديم، ونفقات المعيشة المتوقعة عند وصولها إلى برادفورد، بالإضافة إلى مساعدتها في حجز السكن. - خططت الجامعة لسفرتها من خلال تحديد الموعد المناسب للسفرة. كما حددوا لها الملفات التي يجب عليها إحضارها معها وساعدوها في الحصول على تأمين السفر. - في أيامها الأولى في برادفورد، حصلت عبير على تصريح إقامة بيومتري (الاستدلال الأحيائي) وهو مستند إلزامي من أجل السماح لها بالإقامة. كما فتحت عبير حساب المصرفي خاص بها، وسجلت في المركز الصحي و تعرفت على خريطة المنطقة والحرم الجامعي.

- قدمت الجامعة مزيداً من الدعم والمعلومات حول كيفية جلب عائلتها إلى المملكة المتحدة.

  أسبوع عبير الأول في برادفورد: أكدت عبير أنها لن تنسى الدعم الهائل الدي تلقته من قبل مستشار الطلاب الدوليين خلال أشهرها الأولى في برادفورد: لقد قررت عبير المجيء إلى برادفورد في وقت مبكر قليلاً عن موعد بدء دراستها لأنها أرادت الاهتمام ببعض الأمور والتعود على نمطٍ حياتيٍ جديد: التعود على اللغة، البحث عن مدارس مناسبة لأطفالها، الاهتمام بمكان السكن، ... الخ، لكن العقبة الرئيسية التي واجهتها عبير كانت التنقل من المطار إلى مكان السكن لأنها جديدة على المنطقة.

فقامت بإرسال إيميل إلى مستشار الطلاب الدوليين موضحة له حالتها. فقام المستشار بالتواصل مع كل الطلاب الأردنيين (بحكم جنسيتها الأردنية) وتمكن من العثور على طالب تطوع من أجل الترحيب بها. كما أن هذا الطالب قدم لها نصائح  في عملية البحث على أماكن سكن مناسبة لها و لعائلتها و استقبلها في المطار. لكنها اضطرت أن تمكث في الفندق في اليوم الأول لأنها كانت بحاجة إلى التوقيع على العقد قبل الانتقال إلى الشقة. و عندما زارت الجامعة لأول مرة، قام المستشار بأخذها في جولة كي تتعرف على الحرم الجامعي وعلى بعض الأصدقاء. وأضافت أن بعض التلاميذ ساعدوها في عملية التسجيل مع الشرطة.  بداية دراساتها  حصلت عبير على شهادتي البكالوريوس و الماجيستير من الأردن (بلدها)، لذلك وجدت بعض الصعوبات في التأقلم والتعود على أسلوب التعلم والتدريس في جامعة برادفورد بشكل خاص، والمملكة المتحدة بشكل عام.  لكنها تمكنت من تخطي هدا الأمر بسبب التسهيلات والموارد المبتكرة والمتطورة التي تقدمها الجامعة،

كمركز تعليم اللغات و وحدات البحوث المتطورة التي حسنت من مهاراتها البحثية كطالبة دكتوراة.  كما أن مكتبة الجامعة توفر الحصول على شتى أنواع المواد والموارد التي قد يحتاج إليها الباحث كَوِرش العمل أو جلسات الدعم الفردي فيما يتعلق بالمواضيع التالية: حقوق النشر، كيفية استخدام "أند نوت" و الذي يستخدم من أجل إدارة المراجع عند كتابة الأبحاث، ومواضيع تتعلق بالسرقة الأدبية وغيرها. ولكن الفضل الأكبر يعود للمشرفين الأكاديميين ودعمهم ما مكنها من التوجه في الطريق الصحيح نحو كونها باحثة مستقلة. وبما أن بحثها متعدد الاختصاصات، تمكنت من الاستفادة من مدرسة الإدارة في جامعة برادفورد من خلال انضمامها بـ 6 دورات من أجل تعلم مهارات البحث المتقدمة ما ساعدها على تنمية قدراتها في التفكير الاستراتيجي والنقدي.   

  طموحات عبير المستقبلية تعمل عبير كمحاضرة في مسقط رأسها.

لكن البيئة التعليمية في جامعة برادفورد لم تمكنها فقط من أن تصبح باحثة مؤهلة وعملت كذلك تقوية أبحاثها من الناحيتين الفكرية و التطبيقية، لكنها قدمت لها أيضاً فرص العمل في مهنة التعليم: عُرضت عليها فرصة أن تكون جزءاً لا يتجزأ من مجتمع البحث في جامعة برادفورد وجامعات أخرى في المملكة المتحدة. وقد شاركت في عدد من المؤتمرات الأكاديمية و نشرت أجزاءً من أعمالها وأبحاثها في مجلات أكاديمية. كما كانت عضواً من أعضاء اللجنة المنظمة للمؤتمر السنوي الثاني للبحوث الهندسية المبتكرة. هذا بالإضافة الى كونها معلمة لطلاب في المرحلة الجامعية و طلاب دراسات عليا. و عرض عليها فرصة تدريس في برنامج درجة الماجيستير بي بي سي و قد تم تقديم البرنامج بشكل ناجح لمهندسي البرجمة.   نصيحة للطلاب: لكل طالب يسعى للدراسة في المملكة المتحدة، تقدم عبير النصيحة التالية :

" جامعة برادفورد جامعة مناسبة من أجل الحصول على شهادة جامعية، إذ أنها تقدم لك دعم لا يصدق من قبل المستشارين والموظفين الإداريين. أنها فعلا المكان الأنسب الذي يحضّرك بشكل ممتاز للمستقبل". الكاتب: عبير الخاولدي. ترجمة: فاطمة عيتاني.

شارك