Articles | أكاديمية
هل يجب أن أتقدم بطلب الإلتحاق بجامعات أوكسبريدج؟
فاتن راشد
سؤال يطرح نفسه موجه لكل طالب متميز في مقابل أعرق الجامعات البريطانية: جامعتي أكسفورد وكامبردج (المعروفتان سوياً بأوكسبردج) عزيزي الطالب..
لا تنزعج من تلك الشائعات! أعني الشائعات حول جامعتي أوكسبريدج، والتي منها تلك الشائعات التي تتردد على ألسنة الناس من أن أوكسبريدج تتمتع بسمعةٍ واسعةٍ بكونها مؤسسة فخمة ولكنها صعبة المنال،
بمعنى أنه ليس من السهل الإلتحاق بها للدراسة، وأن حجم المهام الملقاة على عاتق الطالب كبيرة جداً، ونظامها صارم! تأكّد عزيزي الطالب، أن الجامعة ليست كذلك تماماً. إذا كنت تحب تخصصك، وترغب في تجربة جامعية جذابة ومميزة، جامعة تجمع بين الدراسة والأنشطة اللاروتينية في مختلف المجالات.
إذا كنت ترغب في بيئة إجتماعية محفزة تشكل رغباتك وما تصبو إليه وتدفعك لتحقيق إمكاناتك، ستكون أوكسبريدج بالتأكيد غايتك.
أوكسبريدج المكان الذي يمكن لأيّ فرد أن يتأقلم فيه، المجتمع والجامعة تناسب كل نوع من أنواع الأشخاص.
صحيح أن حجم العمل يمكن أن يكون كبيراً جداً، لكنك ستجد معظم الطلاب متحمسين لتخصصاتهم. النظام التعليمي يتيح للطلاب فرصة الإنغماس والتفاعل مع تخصصاتهم فيتعلمون سريعاً كيف يقدرون العمل، والأكثر أهمية، أن الجامعة تعلم مهارات القراءة السريعة الهادفة للمقطوعات، وإتقان مهارة الكتابة لإنتاج المقالات بسرعةٍ مذهلة.
ومع ذلك، عزيزي الطالب.. فكّر ملياًّ قبل التقدم للإلتحاق بجامعتي أوكسبريدج، لمـــــــــــــــــــــــــــاذا؟ جامعتي أوكسبريدج بالتأكيد ليست للجميع. فيما يلي بعض الأشياء التي يجب أن تفكر فيها قبل أن تضع كلمة "أوكسبريدج" كخيار للدراسة في نموذج طلب الإلتحاق المعروف بإسم "يوكاس":
1. الدرجات يحتاج جميع المتقدمين إلى ما لا يقل عن ثلاثة تقديرات "A" في المستوى، ليتم النظر إلى طلب أي طالب يتقدم للإلتحاق في تخصص معين (التقييم A: يعادل الدرجات الجامعة بين 70% و 79% ( وفي بعض التخصصات يكون التقدير المطلوب أعلى مثل A * A * A. هذا يعني أنه يجب أن يكون لديك درجات قوية في شهادة التعليم الثانوي. عزيزي الطالب..
إذا لم يكن لديك القدرة لتحرز هذه الدرجات أو لا تتهيأ لك الظروف لذلك. فإن أوكسبريدج لن تكون المكان الملائم لك.
تبحث هذه الجامعات عن القدرات الأكاديمية الإستثنائية، وإذا كنت غير قادرٍ على تحقيق الدرجات المطلوبة المستوى-A ، فمن المحتمل أنك ستُعاني من المهام الأكاديمية التي ستلقى على عاتقك.
2. أعباء العمل الملقاة على عاتق الطالب هل تقضي معظم وقت فراغك في المكتبة؟
هل تفكر في كثير من الأحيان في الجزء التالي من المهام التعليمية المكلف بها وكيف يمكنك الحصول على أفضل الدرجات الممكنة؟
إذا كان الأمر كذلك، فقد تكون أوكسبريدج مكاناً جيداً لك للدراسة. إن أعباء العمل المتوقعة منك في أوكسبريدج أكبر بكثير من أي جامعة أخرى، وستحتاج إلى أن تكون شخصاً متحمساً للعمل الجاد لتحقق نتيجة جيدة في شهادتك التعليمية.
قائمة القراءة التي ستكلف بإنجازها كل أسبوع قد تكون أطول القوائم التي رأيتها على الإطلاق! عليك أيضاً أن تكتب حوالي مقالتين في الأسبوع، بالإضافة إلى مهام الإعداد لفصول المجموعات، مثل إعداد البحوث والعروض التقديمية.
سيكون على طالب أوكسبريدج دائماً أعباء عمل كبيرة، لذا سيتعين عليك التعايش مع الشعور بالذنب لعدم حصولك دائماً على الوقت الكافي لإتقان كل جزئية من العمل، إذا كنت تستطيع التعايش مع هذا الشعور، فقد تكون أوكسبريدج مناسبة لك!
3. المناظرات العلمية الأكاديمية تعد المناقشة والمناظرة الأكاديمية جزءً رئيسياً من نظام أوكسبريدج التعليمي، حيث ستتم مطالبتك بكتابة بضع مقالات كل أسبوع لتحليلها في إطار جلسة نقاشية فردية مع أحد الأكاديميين الرائدين (وتسمى هذه المنهجية في أكسفورد باسم "البرامج التعليمية القائمة على التعليم الخصوصي"، وفي كامبريدج تسمى "الإشراف"). أوكسبريدج المكان الذي سيتم فيه معارضة آرائك، وسيكون عليك الدفاع عن أيّ رأي تكتبه في مقالاتك أو تقوله، وهذا الأمر يتطلب ثقة فكرية لاستكمال عملية المقابلة، لذلك إذا كنت خجولاً إلى حدٍ ما، وربما يجعلك تشعر بالقلق، فكرة أن تضطر للتعبير عن رأيك أمام شخص ربما سبق له أن كتب عدة كُتب حول موضوعك.. فمن المحتمل أن أوكسبريدج ليست المكان الأفضل لك.
4. الإجهاد هناك الكثير من الضغوط الأكاديمية في أوكسبريدج، والتي لا تناسب الجميع، بعض الناس سينمو ويزدهر تحت هذا الضغط، في حين أن البعض الآخر قد ينهار. يتجلّى هذا الضغط في عدة جوانب، وليس فقط في حقيقة أن الإختبارات صعبة للغاية. في البدايةً، نظام التعليم الخصوصي يراكم الضغط على الطالب لأن الطالب يكون أكثر عرضة للمواقف الفردية وجهاً لوجه مع المدرسين.
في هذا النظام لا يمكن للطالب الإختباء والتملص ولا يوجد طلاب يختبئ الطالب وراءهم، فإذا لم يبذل الطالب الجهد اللازم أو إذا أهمل في قراءة موضوع معين في قائمة مهام القراءة المفروضة عليه، سيظهر ذلك جلياً.
إذا كان مقالك التي كتبته ممتلئاً بالثغرات، فسوف يلاحظ معلمك الخاص ذلك، وستُحشَر في الزاوية على الفور عند مناقشة المقال، وإذا لم تكن قادراً على الدفاع عما كتبته، فلن يكون ذلك موقفاً مريحاً بالنسبة لك
. سيكون هناك أيضاً مراجعة رسمية منتظمة لتحصيلك الأكاديمي، وربما (على الأقل في بعض الكليات) قد توضع تحت نوع من الإختبار الأكاديمي إذا تقرر أن مستوى تحصيلك الأكاديمي غير كافٍ.
أكسفورد، على سبيل المثال، تفرض على جميع طلابها نظام "المجموعات"، ويكون في شكل إجتماع مع رئيس أو مدير الكلية في نهاية كل فصل دراسي لمناقشة التقدم الأكاديمي وطرح ومناقشة أي قضايا تهم الطلاب.
وفي بعض الكليات تفرض الإختبارات الشفوية في بداية كل فصل دراسي.الإختبارات الشفوية تعني أنه لا يمكنك قضاء الإجازات من دون تحقيق أي إنجاز سيرافقك الضغط في مجمل مسيرتك التعليمية للحصول على الشهادة ولذلك ستحتاج إلى أن تكون شخصاً قادراً عقلياً على الصمود في وجه مثل ذلك الضغط.
5. العادات والتقاليد لدى أكسفورد وكامبردج العديد من العادات والتقاليد، ويتوقع من الطالب المشاركة فيها التقاليد تفرض على الكثير من مظاهر الحياة في أوكسفورد وكامبريدج، بدايةً من طريقة تناول الطعام وصولاً إلى ما يرتديه الطلاب أثناء الإمتحانات، وهذا يعني أيضاً أنه سيكون هناك العديد من الاحتفالات والبازارات، وغيرها حسب أسلوب أوكسبريدج التي يجب على الطالب المشاركة فيها.
يجب أن تتأقلم مع ارتداء ربطة عنق سوداء أو بيضاء أو ثياب سهرة، حيث يوجد الكثير من الأحداث الرسمية في كلتا الجامعتين، بما في ذلك الذهاب إلى العشاء مع مدرسك ... إلخ.
6. أسلوب التعلم في حين أن النظام التعليمي القائم على الدروس الخصوصية الفردية يشكل أساساً للتدريس في أوكسبريدج، ستحتاج أيضاً إلى الاستعداد لحقيقة أن الكثير من عمليات التعلم ستكون بتوجيه ذاتي منك. أوكسبريدج تفضل الجودة على الكمية فيما يتعلق بوقت التواصل مع أعضاء هيئة التدريس، ففي الوقت الذي سيحصل الطالب على الإهتمام الكلي (تقريباً) عندما يكون مع المدرس الخصوصي من أعضاء هيئة التدريس، ولكن ذلك الأمر لا يستغرق سوى ساعة أو ساعتين كل أسبوع.
سيكون لديك بعض المحاضرات خارج إطار البرامج التعليمية الخصوصية أو الإشراف، ومن المحتمل أن يكون هناك فصل دراسي أسبوعي، لكن بقية الوقت سيكون الطالب بمفرده في رحلته التعليمية. سيكلف الطالب بقائمة طويلة من فروض القراءة وستكون مسؤولية الطالب الذهاب إلى المكتبة في كثير من الأوقات، والبحث عن الكتب، وقراءة محتوياتها واستيعابها بدقة، ثم كتابة مقال يلخص ما قرأت، هذا المقال من شأنه أن يصمد أمام التدقيق الأكاديمي. إذا كان الحافز الذاتي لديك عالياً وتكون مسروراً بالعمل منفرداً، فلن تزعجك هذه الطريقة في تنفيذ المهام الموكلة إليك؛ ومع ذلك، إذا كنت تعاني من العمل بمفردك، وتفضل أن تتعلم في الفصل مع الآخرين وتتلقي كل شيء على يد مدرسك، فلن تجد الإستقلال في التعلم المتوقع منك في أوكسبريدج الأسلوب الصحيح المناسب لك لتتعلم.
7. البيئة التاريخية: تشتهر أكسفورد وكامبريدج، بطبيعة الحال، بهندستها المعمارية الجميلة ومباني الكلية بشكلٍ عام خلابة المنظر وجداً رائعة. الهندسة المعمارية في أوكسبريدج التي تعكس الطبيعة القديمة والأكاديمية الخاصة، تسهم في خلق نوع من الفخامة والأجواء التعليمية المواتية للدراسة، ولكن هذه الأجواء على الأرجح ليست مناسبة للجميع؛ إذ قد يجد البعض أن هذه المناطق المحيطة بالمبنى الجامعي مخيفة للغاية، وقد يفضل البعض الأجواء الأكثر أريحية في الجامعات الحديثة. إذا كان هذا هو الشيء الوحيد الذي يُعيقك عن العمل، فيمكنك التقدم على واحدة من أحدث الكليات، مثل كلية سانت آن، أكسفورد.
8. المجتمع: إذا كنت ترى نفسك مناسباً لمجتمع طلابي أصغر، فإن الأجواء التي تشبه العائلة في كلية أوكسبريدج تناسبك بشكل ممتاز. إن الشيء العظيم في أكسفورد وكامبريدج أنك تحصل على أفضل ما في العالَمَين - أنت جزء من جامعة كبيرة، ولديك المزايا التي تجلبها سمعتها ومرافقها، لكنك أيضاً جزء من مجتمع صغير داخل الكلية، مما يجعل من السهل الإستقرار فيها. تصبح كليتك هي منزلك خلال فترة دراستك، حتى إذا انتهى بك الأمر إلى العيش في جزء من فترة الدراسة خارجها (في بعض الكليات قد لا تضطر حتى للعيش خارجها، حيث أن بعضها يوفر الإقامة لجميع السنوات الدراسية، وليس فقط السنة الأولى كما هو الحال في معظم الجامعات الأخرى). الإختيار بين أكسفورد وكامبردج: إذا كانت العوامل الموضحة أعلاه مقبولة لديك، وتعتقد أنك تستطيع على الأقل العيش في ظل جميع المنعطفات التي تقدمها أوكسبريدج، فقد تكون إحدى هذه الجامعات مناسبة لك. تشترك الجامعتين في العديد من الجوانب بما في ذلك النظام التعليمي القائم على الدروس الخصوصية والمنح الدراسية والمرافق الممتازة. ولكن ما هي مَواطِن الإختلاف بين الجامعتين
: • مدة الإقامة: في حين أن بعض الكليات في جامعة أكسفورد تقدم فقط إقامة لمدة عامين، فإن جميع كليات كامبريدج توفر الإقامة لمدة ثلاث سنوات.
• البيئة الخارجية: كامبريدج أصغر قليلاً من جامعة أكسفورد، وتتميز بالهندسة المعمارية الأكثر جمالًا والأجواء الهادئة. بينما تتميز أكسفورد بحياة ليلية أفضل وبعض الكليات الحديثة.
• سيكون اختيار التخصص أسهل طريقة لمساعدتك في اتخاذ القرار. حيث توجد تخصصات محددة للغاية من قِبل كل منهما. لا تقدم جامعة أوكسفورد على سبيل المثال دراسة الإقتصاد أو دراسة العلوم البيطرية على الإطلاق، في حين لا يوجد في جامعة كامبريدج بعض التخصصات الشهيرة في أكسفورد.
• والإختلاف قد لا يقتصر على التخصصات بل يتعدى ذلك إلى الإختلاف في المحتوى التعليمي والمعلمين. إختيار الكلية: مع وجود جامعتين تحتوي حوالي 30 كلية، فإن اختيار الكلية قد يكون قراراً شاقاً وصعباً، لكنه ربما يكون أحد أهم القرارات. فكّر في أنك سوف تقضي معظم حياتك الجامعية في كليتك، وستكوّن صداقات هناك، وتحضر الحفلات والمناسبات الإجتماعية لذلك من المهم أن تختار الكلية المناسبة لك. إذا اخترت الكلية المناسبة من البداية، فمن الأرجح أن تتمتع بتجربة جيدة في أوكسبريدج، لذلك يجب أن تقضي وقتاً في التصفح وقراءة المعلومات عن الجامعة لحين تتخذ القرار. الموقع الالكتروني لكل كلية أفضل مكان للحصول على المعلومات، ولكن فيما يلي بعض المؤشرات لمساعدتك في معرفة ما تبحث عنه.
• البيئة المحيطة: تشتهر كل كلية من الكليات بأشياءها الخاصة، وبعضها بالتميز الأكاديمي والبعض الآخر بالإنجازات الرياضية واجتذاب الطلاب. إذا سنحت لك الفرصة، حاول البحث حول الكليات والتحدث إلى الطلاب للحصول على فكرة عن ذلك. • الإقامة: في أكسفورد، تطلب منك بعض الكليات أن تعيش خارج السكن الجامعي خلال عامك الثاني، كما أن كل الكليات لديها مرافق مختلفة للغاية من حيث المرافق الرياضية، ومرافق تكنولوجيا المعلومات ومساحة المطبخ / الحمام، في حين أن معظم الكليات مجهزة جيداً في كل هذه الأمور. • بالإضافة إلى المرافق، تختلف الكليات اختلافًا كبيراً من حيث المباني والأراضي. يحتوي البعض على حدائق أكبر بينما يتمتع البعض الآخر بحديقة أو بحيرة خاصة، كما يمكن أن تختلف الهندسة المعمارية إلى حدٍ كبير.
• الموقع: في حين أن الكثير من الناس يقررون بناءً على مسافة الكلية إلى الشارع الرئيسي والمرافق الجامعية، فإن هذا لا ينبغي أن يكون عاملاً حاسماً. تقع معظم الأماكن على مسافة قريبة وغالباً ما تمتلك دراجة مما يجعل التواصل سريعاً إلى حدٍ ما، لذلك تعد (المسافة) الأقل أهمية من بين القضايا.
•التدريس: ليس دائماً ما يكون مدرسو كليتك هم الذين يعلمونك، ولكن في معظم الحالات يكون موضوع التخصص العامل الرئيسي في تحديد المدرس
. • التجميع: أوكسبريدج لديها نظام لتجميع حيث يمكن إرسالك إلى الكليات الأخرى للمقابلات لاعتقادهم أنها ملاءمة أفضل. إذا استطعت، فحاول الذهاب إلى أحد الأيام المفتوحة الكثيرة التي تقام كل عام في أوكسبريدج، مما سيتيح لك الفرصة للإلتقاء بالزملاء على انفراد والتحدث إليهم. لا تقدم طلبك في نفس الكليات التي تقدم إليها أصدقاؤك، إذا تلقت كلية واحدة الكثير من الطلبات لنفس التخصص من نفس المدرسة، فمن المرجح أنها سترفض طلبك. لمزيد من المعلومات والنصائح حول التقديم إلى أوكسبريدج، ألقي نظرة على أقسام أوكسبريدج التالية: Oxbridge Application Process, Oxbridge Personal Statements and Oxbridge Interview