المقالات | علمية
5 تقـنيات مبـتكرة لإنشـاء محـاضرات تعـليمية عبـر الإنتـرنت
أسماء عبدالرحمن
كتب آدم هودجز الحاصل على دكتوراه في مجال التعليم والتعلم على مدونة كورسيرا (وهي مؤسسة تعليمية أنشئت من قبل مدرسين من جامعة ستانفورد، تعمل مع جامعات عالمية على طرح مساقاتها التعليمية في الموقع الخاص بها) عن خمس تقنيات مبتكرة لصناعة محتوى المحاضرات التعليمية عبر الإنترنت.
في مقالته على كورسيرا، يقول آدم أن هذه المحاضرات مكون هام وأساسي في مجال التعلم عن بعد، وأن صناعة فيديوهات ناجحة ومؤثرة تحتاج الكثير من الوقت والجهد، كما أن إخراجها ينطوي على إجادة مهارة كتابة السيناريو والتحدث بطلاقة أمام الكاميرا، وهذا لاختلافها كثيرا عن تقديم المحاضرات والدروس مباشرة في الفصول الدراسية.
يتساءل آدم: كيف يمكن لفريق المساقات أن يساعد المدرسين المنهمكين في تطوير الفيديوهات التعليمية بطريقة مختصرة للوقت، مع الأخذ بعين الاعتبار لنقاط القوة وأولويات المدرسين المعتادين على التدريس في قاعة الفصل؟
ثم يستطرد قائلا: في الجلسة المنعقدة عن بعد لمجموعة المدرسين لهذا الشهر، تم بحث تقنيات مختلفة عن النموذج التقليدي لكتابة السيناريو من الصفر، وقد شاركت تارا كراملينج وهيذر هانس من فريق تصميم الخطة التعليمية في جامعة ديوك في شرح طرق عديدة من الطرق التي استخدمناها لمساعدة الكلية في تحويل مواد المساقات الحالية إلى محاضرات فيديو ناجحة ومؤثرة، كما شارك جون هارت مدير البرامج الاحترافية عن بعد في مجال علوم الحاسوب في جامعة إلينوي استخدام فريقه لنموذج "الجلسات الحوارية المسائية" التي يخاطب فيها مدرسي المساقات الطلاب عن بعد مباشرة في تسجيل أمام الجمهور في الاستوديو.
وذكر فيما يلي بعض الافكار التي نوقشت في الجلسة الحوارية:
1- البدء بتصميم شرائح الفيديو المعدة مسبقاً: عادة ما يكون للمدرسين تصميمات مسبقة لشرائح فيديو لمواد يرغبون بتدريسها عبر الانترنت، إذ تستخدم هذه التصاميم كنقطة بداية، ومن ثم يتم مراجعة هذه الشرائح وتقسيمها إلى الفيديوهات قصيرة التي سيصورونها لضمان الاتساق. أشارت تارا كراملينجج وهيذر هانس من جامعة ديوك بأنه يجب الحرص على تركيز الشرائح على الشخص المتعلم عن بعد، وهذا ما سيتطلب إضافة أهداف تعليمية واضحة ومكثفة الاهتمام نحو المتعلم إلى بداية كل جزء من الفيديو الذي نسجله. وحالما ينتهي تنظيم العرض التعليمي عبر الإنترنت، سيكون على المدرس أن يلقي المحاضرة عبر شرائح الفيديو كما كان سيلقيها في غرفة الفصل، ومن المهم أيضا أن يحرص على ان تكون هذه الشرائح موضوعة مقابل الكاميرا ليستطيع المدرس رؤيتها بينما ينظر للكاميرا ليخاطب الجمهور عبر الانترنت. وبعد التصوير، يمكن تصميم الشرائح بإضافة المتحدث في التسجيل عند مرحلة التعديل بعد إنتاج الفيديو.
2- أيهما أفضل: النصوص المختصرة أم السيناريو المفصل؟ نظرا لأن فيديوهات الإنترنت لابد من أن تكون مركزة وموجزة وقصيرة، فإن كتابة السيناريو سيضمن تحقيق هذه المعايير، إلا أن بعض المدرسين يفضلون النصوص المختصرة عوضا عن السيناريو الكامل. عند إنشاء الفيديو المختصر، تقترح هانس وكراملينج أن يشتمل على المواضيع الرئيسية والفرعية على الاقل، وأوصت بضرورة قيام المدرسين بالتمرن عليه قبل التصوير.
3- استخدام نموذج الجلسات النقاشية المسائية: إن تسجيل محاضرة مباشرة في قاعة الفصل واستخدام ذلك الفيديو في مساق عبر الإنترنت ينطوي عليه بعض المساوئ، فعلى سبيل المثال تمتاز المحاضرات الصفية المباشرة بانها أطول من الفيديوهات القصيرة المصممة للمساقات التعليمية عبر الإنترنت، وعند تقديم المحاضرات المباشرة في غرفة الفصل، فإن الطلاب في القاعة التعليمية يمثلون الجمهور الأساسي لهذه المحاضرات، مما يجعل المتعلمين عبر الإنترنت يشعرون بأنهم مجرد متفرجين عن بعد. وللتخلص من هذه المساوئ، تبنى فريق جون هارت من جامعة إلينوي نموذج الجلسة النقاشية المسائية لتسجيل محاضرات الفيديو أثناء المحاضرات المعتادة في حرم الجامعة.
يتحدث المحاضر مباشرة للكاميرا وتظهر من خلفه شاشة خضراء اللون مع تداخل عرض شرائح محاضرة الفيديو، ويتابع الطلاب الحاضرين في القاعة المحاضرة عبر شاشة عرض كبيرة تماما كمتابعة تسجيل عرض الجلسة النقاشية المسائية. لاحظ هارت أن هذه الطريقة ترتكز على المعلم وتقوم على تقديم المحاضرة بشكل طبيعي وكأنها مقدمة لجمهور حي، وهذا ما يوفر الوقت للكلية التي لا تملك الكثير من الوقت عادة لإنشاء فيديوهات مرفوعة عبر الإنترنت لمهامها التعليمية المقدمة فيها.
ولأن الشاشة الخضراء تستخدم خلال التسجيل، فإن شرائح العرض يمكن تعديلها أو تحديثها عند الإعداد بعد إنشاء الفيديو.
4- تعديل المحاضرة المسجلة في القاعة التعليمية: يمكن تحويل المحاضرات المقدمة في قاعة الفصل إلى فيديوهات قصيرة عبر الإنترنت بطرق أخرى حتى من دون اعتماد نموذج الجلسات النقاشية المسائية. لاحظ هانس وكراملينج أن المحاضرات الفصلية المسجلة عبر Panopto (شركة توفر برامج لتسجيل الفيديوهات والمحاضرات التعليمية وتستخدم غالبا في مجال التعليم الإلكتروني) يمكن العمل عليها لتجزئتها إلى فيديوهات قصيرة، وذلك بقيام المدرس بتقسيم كل المحاضرة الفصلية إلى أجزاء تتلاءم مع التسلسل التعليمي عن بعد. إن فريق التصميم التعليمي سيكون بمقدوره حينها العمل مع إعلاميي الإنتاج لتعزيز وتطوير العمل المنتج وإضافة التعديلات على الفيديو كالانتقالات بين الشرائح ولتصميم وتنسيق العرض الأصلي للعرض التقديمي للفيديو. وقد لاحظ كراملينج أن نظام التوثيق في الفيديو الناجح هامٌ جداً لحفظ الاتساق والترابط للمحتوى عند قطعه وتجزئته لإنشاء الفيديوهات.
5- استخلاص سيناريو الفيديوهات من نصوص المحاضرات: تستخدم فيديوهات المحاضرات عادة نصوصا واضحة لضمان تقديم المحتوى الصحيح للمتعلمين عن بعد في أفضل وأمثل طريقة ممكنة، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أننا سنحتاج أن نبدأ الكتابة من الصفر، فعادة ما يبدأ فريق جامعة ديوك باستخدام نصوص المحاضرات المقدمة في القاعات الدراسية، ثم ينتقلون بعدها لصناعة المحتوى النصي الذي سيقدم في الفيديوهات التعليمية، وتلائم هذه المنهجية المدرسين الذين يفضلون تقديم المحاضرات شفهياً بدلاً عن كتابة نصوصها ومحتوياتها.
تقول كراملينج أن فريقها يستخدم خدمة Rev (تستخدم لتحويل نصوص المحاضرات إلى فيديو في حوالي يوم واحد فقط)، بالإضافة إلى طباعتها عبر الحاسوب لدعم عملية التدوين والحفظ، ولا يجب ان أن تكون هذه النصوص مثالية الترتيب لأنها تعرض نسخة أولية عشوائية ستخضع للتنظيم والتنقيح لتلائم المحتوى الذي سيلحق في الفيديو. لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع! أوضحت هارت أنه على الرغم من أن محاضرات الفيديو لابد من أن تكون موجزة وجاذبة للمتابعة وملائمة للجمهور المتلقي عبر الإنترنت، إلا أنه يمكن إنجاز ذلك من دون أن نجعل الممتاز عدواً للجيد (أي أن لا يمنعنا طلب الكمال من أن نقلل من المستوى الجيد الذي استطعنا إنجازه)، وأضافت: لا تكونوا خائفين من استكشاف طرق غير مألوفة عند محاولتكم لتجربة تقنيات جديدة تدعم معلميكم وفريق المساق الذي تنتمون إليه. رابط المقال.