المقالات | تطوير الذات

كيف تحوِّل الأفكار الإبداعية إلى نتائج ملموسة

القراءات : 1135
أسماء عبدالرحمن
2021-02-11 17:36:28
كيف تحوِّل الأفكار الإبداعية إلى نتائج ملموسة

حين سألتُ العديد من القرّاء عن أعظم التحديات التي واجهتهم، اتفق أغلبهم على قول إن لديهم الكثير من الأفكار ولكن لا يمكنهم تحويلها إلى واقع. لقد كنتُ عالقاً في نفس المكان حتى 2013، أردت وبشدّة تأليف كتاب ولكني عجزت عن ذلك بالرغم من التدوين المنتظم. ولكن خلال فتراتٍ متتاليةٍ قليلة ارتفع منسوب الإبداع الإنتاجي لديّ وحققتُ نتائج عديدة. إذا كنت عالقاً بين أفكارك التي لم تُصبح نتائج بعد، هذه النصائح لك.

 

  1. لا تجعل هدفك هوالنتائج : إن الخطأ الأول الذي يرتكبه كثير من الأشخاص عند تحويل الأفكار إلى نتائج، هو صبّ تركيزهم على النتائج متناسين أنه لا يمكن التحكم بالنتائج، لكن يمكن التحكم بالجهد المبذول لذلك.  لا يمكنك أن تتحكم بعدد الأشخاص الذين سيقرؤون لك ولكن يمكنك التحكم بعدد الكلمات التي تكتبها. لا يمكنك التحكم بعدد من يستمع لتسجيلاتك الصوتية، ولكن يمكنك التحكم بالمرات التي تذيع فيها. لا يمكنك التحكم بعدد من سيشتري منشوراتك ولكن يمكنك التحكم بالمرات التي تُطرح فيها للبيع. لسنوات، كان هدفي هو إيجاد اتفاق مع ناشر لكتابي، ولكن كل شيء تغيَّر حين غيّرتُ هدفي هذا إلى كتابة ألف كلمة في اليوم. إذا ركزت على العمل بدلاً من المكافأة، قد تحصل على نتائج تتخطى توقعاتك. النتائج كما وصفها مؤلّفي كتاب "ضوابط الإعدام الأربع Franklincovey.com" بالمؤشرات المجنونة؛ إذ لا يمكنك أن تؤثر فيها مباشرة ولكن أفعالك هي من تقود تلك المؤشرات لأنك من يتحكم بها.  

 

2. ضع هدفاً واضحاً : ضع هدفاً واضحاً أمامك، إذ يجب أن تكون قادراً على القول، "نعم فعلت هذا أو لا لم أفعله". إحدى الطرق السهلة لوضع هدف واضح هي أن تضع رقماً بجوار هدفك، كأن يكون المدة التي ستُنجز فيها هذا الهدف، أو عدد الكلمات أو أيّ شيء تختاره مع التأكد من أنه يمكنك القيام به. فالأهداف تعمل كما الزّناد المتدفق، إذ تزيد الأهداف الواضحة من إنتاجك، وترفع معدل الأداء، وتضيف المتعة إلى العمل الإبداعي. من الصعب احتمال الشدة لمدة طويلة من الزمن. ولكن للثبات قدرة عظيمة. عندما تقوم بعملٍ ما بثبات وتماسُك لمدةٍ طويلة، فأنت تتطور بسرعةٍ ملحوظة. ولكن العمل بثبات وهَوَس شديد بمعرفة النتائج يشبهه أن تقوم بزرع بذور في تربة ثم تقوم بإخراجها كل يوم للتأكد ما إذا كانت تنمو بشكلٍ صحيح أم لا. بيدك الإختيار إما أن تزرع الكثير من البذور وترويها جيداً أو أن تستمر بإخراجها وهو ما سيجعلك تبدأ مجدداً في كل مرة. إليك طريقتين لإيجاد الثبات على هدف واضح :

  أ- قم بتقسيم أي عمل إلى أجزاء صغيرة:  لا يمكن أن تفكر في بناء إمبراطورية اليوم وتفتح أبوابها غداً،​ولكن يمكنك البدء بتجزئة العمل إلى أجزاء صغيرة. بدلاً من القول كيف يمكنني القيام بهذا، ركّز على ما يمكنك عمله اليوم. اختبر أفكارك في بيئات الرهانات الصغيرة: جاءتني هذه الفكرة من كتاب بيتر سيمز "رهانات صغيرة". فتح كريس روك ­-ممثل كوميدي- العروض المفتوحة لتجربة كل مواده، وعندما صعد على المسرح في جولة وطنية كان يعلم جيداً أيّ المواد تحقق نجاحاً. إذا دفعت 100 دولاراً لمشاهدته ولم تجده مضحكاً ستغضب ولكن إذا ذهبت للعروض المفتوحة كنت ستقول "يا للروعة كريس روك هنا". تجربة أفكارك في أماكن الرهانات الصغيرة يحدّ من الهراء الداخلي مثل: المقاومة والخوف والشك.  

ب- خصّص وقتاً متواصلاً للأبداع  كُن قاسياً مع نفسك! قم بتحميل وسيلة تساعدك على إدارة وقتك مثل: rescuetime premium)). ثم حلّل كم من الوقت تقضيه في المُلهيات.السبب الوحيد الذي يجعلنا نتردد عن مراجعة حساباتنا في قضاء الوقت هو عجزنا عن تحمُّل الحقيقة. يوماً بعد آخر وفي ظل قوة جذب الأعمال والرغبة في إسعاد الآخرين وإرضاء أنفسنا. نقضي الوقت في أشياء من المحتمل الندم عليها في نهاية كل أسبوع. "إعادة النظر في جدولك قد يكون يقظة فظة بعض الشيء، ولكنها الطريقة الوحيدة لتخطيطٍ أفضل للأسبوع القادم" - سكوت بيلسكي، المنتصف الفوضوي. إن لم تعرف كيف تقضي وقتك، كيف ستعرف فيما تضيعه. إن لم تعرف كيف تدير انتباهك حتى العزيمة القوية، لن تُحدث فرقاً. إذا كنت تحاول أن تخلق فكرة قيّمة بدماغك فإن أسوء ما يمكنك فعله -وفقا للأبحاث النفسية- هو التبديل السياقي طوال الوقت. الإعتماد على قوة الإرادة لتجنب المُلهيات لن يُجدي نفعاً؛ بل يجب أن تُغيّر نقاط الضعف لديك وذلك بخلق بيئة خالية من الملهيات.

 

1. اترك هاتفك خارج الغرفة مع ضبطه على وضع الطيران.  

 

2. قم بحظر كل المصادر مثل المواقع وفيسبوك والبريد الإلكتروني.  

 

3. اعمل في وضع الشاشة الكاملة.  

 

4. استخدم كل وسيلة لتمنع عنك كل ما يلهيك.   تحويل الأفكار إلى نتائج يتطلب تركيز متواصل وعمل عميق. إذا نظرت لأكثر المبدعين إنتاجاً ونجاحاً، ستجد أنهم لا يستعملون وسائل التواصل الإجتماعي كثيراً كما أنه من الصعب الوصول اليهم.  

 

5. العزلة : نحن كمجتمع مشوشين ذهنياً بين البريد الإلكتروني والمواقع وأخبار وسائل التواصل الإجتماعي. حتى أصبحت حياتنا صاخبة. العزلة هي أهم متطلبات العملية الإنتاجية. حيث نقوم بخفض صوت العالم من حولنا ليعلو صوت العالم بداخلنا ومن هنا يولد الإبداع.

 

  6. استهلك أقل وبتأنٍ ينقر معظم الأشخاص على أيّ شيء يظهر في الأخبار لديهم وبلا تفكير ينتقلون خلال المواقع مثل medium مما يضر بالقدرة الإبداعية لديهم. أدركتُ قبل بضعة أيام أن أخبار ال medium  لدّي فوضوية جداً إلى حد الإرباك. وبما أنني مستخدم قديم لهذه المنصة، ما يعني متابعتي لأطنان من المنشورات. ولكن هناك عدد قليل من الأشخاص الذين أرغب في قراءة محتواهم، لذا فقد أعددتُ قائمة بالكتّاب وقمت بتحديد ملفاتهم الشخصية، وبهذه الطريقة تجنبت الإنتقال بلا تفكير بين صفحات الموقع.  

 

7. ابدأ العمل على مشروع واحد النقمة في كونك شخصية إبداعية هو أن لديك العديد من الأفكار التي تجرفك في اتجاهات متعددة، وهو ما يجعلك تقوم بخطوات كثيرة ولكن لا تصل إلى أي مكان. لهذا السبب يتوجب التركيز على مشروع واحد فقط. تقليص قائمة مشاريعك

 

1.  اعمل قائمة لمشاريعك وأفكارك الإبداعية.   

 

2.   تخلص من تلك التي لا تعمل على إثارة حماسك.

 

3.   اعمل على الواحد المتبقي حتى تجد القوة الدافعة لك.  إذا لم تستطع التركيز على مشروع واحد، إذن اختر أيام مختلفة من الأسبوع لكل مشروع، على سبيل المثال: أنا أحتاج لكتابة عدة مقالات وتسجيل ملفات صوتية وإنتاج رسوم متحركة قصيرة وإعداد مؤتمر. لذا سخّرت 3 أيام في الأسبوع لتسجيل الصوتيات والأيام المتبقية للعمل على المشاريع الأخرى.

 

ولكن إذا كنت تكافح لتتطور في واحد منها فالأفضل أن تركز على فكرة واحدة. تحويل الأفكار إلى نتائج تتطلب منك التزامات وثبات، إذ لا يمكن أن تحصل على نتائج ملموسة لمجرد شعورك بالإلهام وحسب. فإذا كنت جاداً في جلب أفكارك إلى الواقع، قُم بعمل جدولاً لذلك. مثل أي شيء آخر في الحياة، التقدّم هو مهارة. كلما عملت أكثر حصلت على الأفضل.   كاتب المقال: Srinivas Rao  

شارك