المقالات | تطوير الذات

أهم مهارة للنجاح في القرن الواحد والعشرين

القراءات : 2305
فاتن راشد
2021-02-11 17:37:37
أهم مهارة للنجاح في القرن الواحد والعشرين

ماهي المهارات الجديدة التي توجَّب عليك إكتسابُها في مجال عملك حتى الأن؟

ما الذي ستحتاج أن تُتقنهُ تالياً لكي تُحقِق أهدافك؟

ماهي المهارات التي ستحتاجها بعد سنة او خمس سنوات من الأن؟

ربما يصعبُ الإجابة على هذه الأسئلة. إن عالم الأعمال يتغير بسرعة, بينما التقنيات الناشئة كالذكاء الإصطناعي، التعلم الآلي والتشغيل الآلي أدى إلى تغير متطلبات العمل.

إن إستمرار التكنولوجيا بالتطور وظروف العمل بالتغير، يوجب على الموظفين الاستمرار في التعلم واكتساب المهارات الجديدة حتى لا يفقدوا قيمتهم المهنية.

من المهم أن تواكب التغير الحاصل على نوعية المهارات المطلوبة في الوقت الراهن. إنه تحدٍ مختلف بالكامل أن تهيأ نفسك لأدوات وتقنيات لا تتواجد إلا في عقول المهندسين, هذا إن تواجدت اصلاً.

في الوقت الحالي, الكثير منا يهملوا تطوير المهارات الشخصية (Soft Skills ) عندما تكون هناك حاجة مُلحة لإكتساب المهارات التقنية (Hard Skills )،

على الرغم من أن الحفاظ على النجاح المهني يعتمد على وجود مزيج متوازن من المهارات الشخصية والمهارات التقنية.

نظراً للغموض الذي يحيط بمستقبل عالم الأعمال فإن "القدرة على التعلم المستمر" تعد من أهم المهارات التي يجب التمتع بها وذلك لمدى فعاليتها في الحاضر والمستقبل.

حتى لو كنت لا تعرف بالضبط ما الذي تحتاج تعلمه، فليس من الخطأ تطوير عقلية النمو"Growth Mindset" وتبني نهج التعلم المستمر.

لا يهم إن كنت قد تخرجت من الكلية العام الماضي أو قبل عشر سنوات، فيمكن لقدرتك ورغبتك في بناء معارف ومهارات جديدة باستمرار إظهار الفرق بين المسار المهني التصاعدي والهضبة الوظيفية*.

  التعلم يساعد على التكيف عندما يتبع الإنسان نهج التعلم المستمر، فإن اكتساب مهارات جديدة لايشكل مصدراً للخوف والتوتر لاعتباره جزءاً من رحلة حياته المهنية.

عند تبنيك عقلية النمو "Growth Mindset" فإنك بدلاً من التركيز على اتقان المهارة أوالاهتمام  بالنتيجة، توجه تركيزك على عملية التعلم ذاتها وكيف أنك تتحدى نفسك وتحاول الخروج من منطقة الأمان الخاصة بك "Comfort Zone" لتستمر في النمو والتطور، وهذا سيجعل منك متعلماً أفضل.

التعلم المستمر يقلل من إحتمالية عدم مواكبتك للتطور في مجال عملك عندما يغير مشروعٌ ما إطاره او تحدث تطورات في طبيعة وطيفةٌ ما.

بينما الأخرون يتخبطوا ليفهموا من أين يبدأوا، الذين يتعلمون إستمرار يحافظوا على إندفاعهم وإنتاجيتهم. من الضروري أيضا أن تكون المهارات الشخصية "Soft Skills" متساوية مع المهارات التقنية "Hard Skills".

فهي على الأقل توفر مثل الأساس للمهارات التقنية لكي تظهر كامل إمكانياتها.

ولكن المهارات الشخصية لا يمكن إستبدالها بالآلات مثل: مهارة القيادة "leadership", واِتِخاذ القرارات والتفكير الناقد "Critical Thinking".

لمواجهة هذا التغير السريع والجنوني, تساعد المهارات الشخصية "Soft Skills"  المحترفين كي يعملوا بذكاء.  

تبحث الشركات عن الأشخاص المتعطشين للتعلم المستمر حينما نتحدث عن الفجوة بين المهارات فإننا نركز على عدم الترابط بين المهارات التي يمتلكها خريجوا الجامعات عندما يدخلوا سوق العمل والمهارات التي يطلبها القائمون على التوظيف من الموظفين الجدد. يعتبر هذا تحدٍ حقيقي بدون شك، ولكن ماذا عن الموظفين الذين يمارسون وظائفهم منذ عدة سنوات؟

ستكبر الفجوة بين المهارات بالنسبة لهم مالم يستمروا بشغف في تعلم المهارات الجديدة مواكبة التطور التكنولوجي.

بمجرد أن يُعرف عن الشخص أنه متعلم كفؤ ومتحمس، تزداد فرصته في الحصول على وظيفة إدارية مرموقة أو العمل في مشروع رفيع المستوى، وستجعل منه مهارة التعلم المستمر أكثر استعداداً للاستفادة الكاملة من الفرص المتاحة له. من الخطأ اعتقاد قادة الشركات بأن الغاية الأساسية من تقديم فرص التعلم والتطوير" L&D opportunities" لموظفيهم هي لجعلهم سعداء، فالشركات تستطيع سد الثغرات في المهارات المطلوبة عن طريق توفير مثل هذه الفرص القوية لموظفيها الحاليين وهذا يساهم في تقليل وتخفيض التكاليف الكبيرة المرتبطة بعملية التوظيف واستيعاب المواهب الجديدة. من خلال اتباع هذا النهج يمكن للشركات أيضًا تحفيز الابتكار لدى موظفيها من خلال السماح لهم بالتعلم والعمل عبر الوظائف المتقاطعة "Across Functions"، مما يؤدي إلى ظهور أفكار ووجهات نظر جديدة.  

الفضول هو الوقود الوظيفي لكي تبقى على إطلاع في مجالك الوظيفي والمهني, عليك ان لا تحصر نفسك في عملك اليومي فقط.

فهم كيفية تناسب مجهودك مع الصورة الأكبر سوف يجعل لعملك معنى أكثر ويعطيك أفكار جديدة لتُطبقها, وهذا سيجنبك الركود ونقص الأفكار. تعلم أي شيء يثير فضولك حتى وإن لم يكن قابل للتطبيق في سياق وظيفتك الحالية يوسع من نطاق تفكيرك وذلك مرتبط بكل ما تفعله.

إذا كانت المهارة " المرغوبة" مجهولة بالنسبة لك, فإن فضولك حول مجال عملك و مجتمعك سيوجهك ويكون لك مصدر إلهام. من المهم أيضا أن تتفحص وصف الوظائف الغامضة لترى أين يمكن أن تحسن من مهاراتك وأين يحتمل أن يكون لديك اِحتياج لمهارة ما

. التي تريد تعلمها بالضبط, فسيرشدك إليها فضولك حول مجال عملك ، حول مجتمعك والعالم.

قد يساعدك البحث في وصف الوظائف المثيرة لاهتمامك لمعرفة نقاط ضعفك وبالتالي محاولة تقويتها من خلال تعلم المهارات ذات الصلة.

سوف تحتاج لتعلم مهارات جديدة بغض النظر عن المكان الذي تتصور نفسك ستصل إلية في حياتك المهنية. ربما يكون هذا مخيفا او مثيرا, مثبطا او محفزا, او خليطا منهم. يجب عليك أن تنظر للتعليم كإكسير سحري يُسهِل كل عملٍ تقومُ به, عوضا عن تصورهُ كدواء ضرورياً سيءُ الطعم.

إنهُ المهارةُ التي تأخذُ كل مهاراتِك الي المستوي التالي؛ وسيكونُ حاضراً لأجلكَ في كل مرحلةٍ من مراحِل مسيرتك المهنية بغض النظر عما يتغيرُ في عالمنا المُتقلِب.  

*الهضبة الوظيفية هي حالة مستقرة مؤقتة تم الوصول إليها في سياق التقدم التصاعدي في المسار الوظيفي وفي بعض الحالات، قد تكون هذه الحالة دائمة.

شارك