إنهاء الثانوية العامة يعد انجاز مهم في حياة أي شخص، فهو الحدث الذي يعني عدم العودة لمقاعد المدرسة، لكن بعد الثانوية تأتي مرحلة قد يعدها البعض أصعب من سابقتها والبعض يعتبرها من أحلى مراحل حياته وهي: الدراسة الجامعية (البكالاريوس)، ويواجه الطلاب قبل الدخول للجامعة تحديات كثيرة منها الحاجة لاجتياز اختبارات معينة أو دراسة مهارات معينة كاللغة الانجليزية والحاسوب، أو اختيار التخصص، أو اختيار الجامعة وغيرها من التحديات والعقبات، الأمر الذي يضطر الطلاب لأخذ عام منفصل (Gap year) بين الثانوية والجامعة لكي يحضروا أنفسهم للمرحلة الجامعية، ومن وجهة نظري فإن هناك مجموعة من المهارات التي يجب أن يكتسبها أي طالب يرغب بدراسة البكالاريوس، لما لهذه المهارات من أهمية كبيرة في تسهيل المرحلة الجامعية وصقل شخصية الطالب والارتقاء به على كل المستويات الشخصية والمهنية ... ألخ، وفي هذه المقالة سأتحدث عن هذه المهارات:
1-اللغة الانجليزية:
لا يخفى على أي شخص أهمية اللغة الانجليزية في يومنا هذا، حيث أصبحت الانجليزية تدرس كمادة أساسية في كل دول العالم، وأصبحت الانجليزية الوسيلة الأولى في التعاملات التجارية الدولية ووسيلة الطلاب الدوليين في الحصول على تعليم اكاديمي ممتاز في دولة متطورة، وفي ظل العولمة صارت اللغة الانجليزية ضرورة لا مفر منها بعد أن كانت ميزة إضافية لمتحدثها، وبالنسبة لطلبة الجامعات فاللغة الانجليزية تساعدهم في البحث عبر الانترنت لكون مصادر التعلم أغلبها باللغة الانجليزية وشحة المصادر العربية، فيمكن للطلاب الاطلاع على الكتب والمواقع والمدونات الالكترونية الخاصة بمجالاتهم والاشتراك في الدورات المجانية للحصول على معلومات تساعدهم في دراستهم.
2-مهارة قيادة الحاسوب:
وهنا المقصود بها كيفية استخدام نظام التشغيل الخاص بالحواسيب واستخدام برامج مايكروسوفت اوفس وشبيهاتها من البرامج، وطبعاً تختلف الدرجة المطلوبة لاتقان استخدام الحاسوب حسب التخصص المطلوب فقد يحتاج طالب التجارة برامج مايكروسوفت اوفس أكثر من طلاب تكنولوجيا المعلومات، حيث يستخدم أولئك الطلاب برامج خاصة لتعلم البرمجة والعمل بها، ولكن تبقى مهارة استخدام الحاسوب مهمة جداً لكل الطلاب سواء في إعداد التكاليف الجامعية أو تصفح الكتب الالكترونية أو طباعة أي مستندات يحتاجونها.
3-مهارات الاتصال:
يعرف الاتصال بأنه تفاعل متبادل بين شخصين أو أكثر، سواءً كان لفظياً أو كتابياً أو غير منطوق (عبر لغة الجسد)، ويجب التركيز على عدة أمور منها استخدام أسلوب ووسيلة الاتصال (القناة) المناسبة، واستخدام لغة جسد سليمة، والتحدث بثقة والاستماع للغير، والإيجاز في الكلام (خير الكلام ما قل ودل) وغيرها من مهارات الاتصال، وهذه المهارات مهمة للطلاب خاصة عند العمل في مجموعات، حيث تساعدهم مهارات الاتصال على ايصال أفكارهم بوضوح والنتيجة عمل جماعي مثمر.
4-التفكير الناقد:
مهارة التفكير الناقد من أهم المهارت التي يجب على الطلاب إكتسابها، ولكن للأسف لا تدرس في المدراس وبالتالي ينهي الطلاب الثانوية العامة، بدون اكتساب مهارة مهمة يحتاجونها في حياتهم الدراسية وحتى الشخصية، خاصة في عالمنا الحالي الخصب لإزدهار ونمو وانتشار الشائعات والأخبار المظللة، اكتساب التفكير الناقد يعني القدرة على التمييز بين الحقائق والآراء، والربط بين الأفكار التي لها ارتباط منطقي، وتحليل الأسباب والوصول للنتائج، وتجنب الوقوع في شرك المغالطات المنطقية، والحكم على الأمور دون انحياز، وغيرها من المهارات.
5-المهارات القيادية:
وهنا نقصد بها المهارات التي توجد في القادة وتجعلهم ينجحون في إرشاد الآخرين نحو تحقيق هدف مشترك، وهذه المهارات يحتاجها الطلاب المقبلين على الدراسة الجامعية، وتشمل المهارات القيادية: مهارة إدارة الوقت، وضع الأهداف، الاتصال، صناعة القرارات واتخاذها، والتشبيك (لقراءة مقال حول التشبيك انقر
هنا).
قد تكون الجامعة محطة هدفها تأهيل الطلاب لسوق العمل، ولكن تبقى محطة هامة في حياة أي طالب يجتازها، فيجب أن يكتسب فيها مهارات عديدة ستساعده في كافة جوانب حياته الشخصية والمهنية والتعليمية والاجتماعية وغيرها، لكي يصبح بعد إنهاء الدراسة الجامعية شخصاً مؤهلاً مهنياً وفرد راشداً وفاعلاً في المجتمع.
القراءات : 1555
