المقالات | أكاديمية
أريد أن أكون باحثاً (1)
محمد التميمي
البحث هي كلمة بسيطة ولكن تحمل في طياتها العديد والعديد من المعاني والخبرات. في البدء وقبل أن أدخل في صلب ما أنا بصدد الحديث عنه أود إعطاء مقدمة بسيطة عن هذه الكلمة الرائعة. ربما ككلمة عربية لم نعطها حقها من المعاني والتخصيص ففي العربية ما تعنية كلمة البحث هو " العمل الإبداعي والمنهجي الذي عادة ما يتم القيام به لزيادة المخزون المعرفي والثقافي للباحث " وقد يختلف المعنى والتفسير باختلاف المرجع اللغوي المستخدم في ذلك، ولكن ذهبت المراجع الاجنبية لتفسر معنى كلمة Research إلى أبعد من ذلك حيث تم تفصيل هذه الكلمة ككلمة مركبة مكونة من مقطعين Re + search، فالأولى تعني المعاودة وفعل الشيء مراراً وتكراراً والثانية تعني العمل الذي تقوم به بمنهجية معينة للبحث عن شيء.
لن أطيل الحديث هنا عن خصائص كلمة البحث أو أهميتها، فالتاريخ هو خير شاهد ودليل على ما فعله البحث لازدهار الحضارات ولعل في تاريخنا كمسلمين أحد أبرز الدلائل على ما يمكن الاهتمام بالعلم القيام به من خلال ازدهار العلوم في الحضارة الإسلامية.
الابتكار هو الميزة التنافسية الرئيسية لجميع الاقتصادات المتقدمة تقريبًا، فكل الدول أصبحت في سباق علمي لحصد أكثر الأبحاث المؤثرة وبراءات الاختراع. وهنا يبرز السؤال الأهم هل يمكن أن أكون باحثاً ؟!
حياتنا الاكاديمية كطلاب أو باحثين غالباً ما نلجأ فيها للقراءة والاطلاع من المواقع المعروفة في Google أو بعض الصفحات أو المنتديات العلمية وغير العلمية والتي في الغالب بعضها تكون غير موثقة، هي الأسهل لنا أو ربما هذا فقط ما نعرفه وما يمكننا الوصول إليه، فالنفس البشرية تستهوي أخذ السهل من الأشياء طالما يفي بالغرض ويشبع الفضول، فلهذا نعم أريد أن أكون باحثاً ولما لا أن كنت أستطيع ذلك!
سأحاول هنا ومن خلال مقالات متسلسلة إعطاء لمحات بسيطة موجزة عن أشياء مهمة في البحث وبعض المصطلحات العلمية التي ربما تكون معروفة عند القليل ولكني على يقين أنها ستفيد الكثير ولأجعل الشرح أكثر أثراءاً سأحاول إضافة تجربتي الشخصية لأعطي تقييماً يمكن الاستفادة منه آملاً من خلال ذلك أفادة الوسط بكل ما هو في حدود معرفتي و انخراطي بهذا المجال متمنياً من الله أن أوفق في ذلك، وأن ينال ما أكتبه أعجابكم ويثري معرفتكم.