المقالات | أكاديمية

أريد أن أكون باحثاً (3)

القراءات : 391
محمد التميمي
أريد أن أكون باحثاً (3)

مؤشرات معرفة المقال والباحث المؤثر

نمضي بقاربنا الصغير لنستكشف أكثر في محيطات البحث الواسعة، واليوم نقف في هذه الجزيرة الصغيرة وهي جزيرة المنشورات العلمية والباحثين لنستكشف محتواها، ولكن قبل أن أذهب بعيداً أود استرجاع ما قد تمت الاشارة إليه في المقال السابق وذلك بذكر عدد من المواقع التي تعمل على تقييم المحتوى المنشور أو تصنيف المجلات والأبحاث، فعند الدخول لها قد نلاحظ اختلاف التصنيفات بهذه المواقع فقد نجد التصنيف بإستخدام رمز Q تارة وبترتيب الاحرف الابجدي A , B , C تارةً أخرى فما هي:

أولاً أود القول هنا أن غالبية المجلات تعتمد نظام التصنيف بالأرباع وذلك بتقييم الأبحاث وتصنيفها تبعاً للأفضلية إلى Q1,Q2,Q3,Q4 بحيث يكون معيار القوة والفضل للمقالات التي توضع في تصنيف رمز Q1 يليها Q2 وكل الأعمال التي تدخل هذه التصنيفات تكون جيدة وممتازة ويتم نشرها أما Q3,Q4 فتعتبر نوعاً ما مقبولة إن صح التعبير والبعض الآخر يصنفها ضعيفة.

ثانياً نظام الترتيب بالرتب والذي يشير إليه البعض بالمعيار الاسترالي، وهو مطابق بشكل كبير لنهج التقديرات المتبع في وضع تقدير الدرجات في الجامعات، وذلك بتصنيف الأبحاث وتقسيمها إلى A*, A, B, C تبعاً للجوده ، وما لا يتم الاشارة إليه بأحد هذه الرموز يعتبر غير مقر به علمياً.

هناك العديد من المعايير التي تبرز محتوى البحث وأهميته ولكن أكثر ما يتم التقييم عليه هو الاستشهاد (Citation)، فماذا نعني بالاستشهاد؟ 

الاستشهاد يمكن تعريفه ببساطة هو الاستعانة العلمية بالعمل المنشور و استخدامه كمرجع يشار إليه، وهذا يعني الاعتراف بمحتوى العمل العملي والاقرار بالاضافة العلمية التي قام بها الباحث والذي تعرف بفن التقييم باسم الأصالة (Originality) أي الشيء الجديد الذي قدمه الباحث ويعتبر فريداً من نوعه من حيث الطرح والشرح والتحليل. 

هل الاستشهاد مهم ؟

الجواب: بالتأكيد نعم فهو مقياس تأثير العمل المنشور أو المؤلف أو المؤسسة في الميدان العلمي بناءاً على عدد المرات التي تم ذكره فيها أو استشهد به من قبل الآخرون في أعمالهم العلمي المنشورة.

لكن أحب أن أنوه هنا الى بعض الاعتبارات التي يجب وضعها دائماً بالحسبان :

بالاستشهادات غالباً ما تكشف عن الاهتمام الذي حظي به البحث أو العمل المنشور ولكنها لا تدل بصيغة مباشرة على جودة المحتوى، بحيث أن دائماً ما تضع المؤسسات معايير أخرى مساندة، فبكل بساطة يعتبر الاستشهاد ذوق وخيار شخصي من الباحث والتي يمكن أن تؤثر فيه عوامل كثيرة وبسيطة مثل: اللغة المستخدمة، أو سهولة توفر العمل المنشور، أو حتى الاعلان والترويج لهذا العمل الذي أصبح حديثاً ورائج في الآونة الاخيرة. 

أخيراً في جانب الاستشهاد أود القول أن الاقتباسات المختلفة في أي بحث مهمة بشكل غير متساوٍ – بمعنى أن ذلك يعتمد بمقدار أرتباط العمل المنشور بالمراجع التي تشير إليه، فقد يكون الباحث قد أرتبط بالمقال بشكل هامشي أو بشكل شديد التأثر كما أن جودة الأعمال المقتبس منها أيضاً يكون لها تأثير واعتبار في تقييم العمل. 

تحدثت كثيراً على الاستشهاد ولكن لماذا وكيف يمكنني أن أستفيد منه ؟

هذا ما سيكتشفه القادم من المنشورات ولكني ما أريد قوله ختاماً أن هذا يفيدنا كباحثين في حساب معامل التأثير والمؤشرات الأخرى المرتبطة بذلك ... وللحديث بقية

شارك