المقالات | تطوير الذات

الاضطراب التخرجي

القراءات : 719
حنان قطابش
الاضطراب التخرجي

أصعب ما قد يواجهُ المرء اليافع هو فترة ما بعد التخرج.

تلك التساؤلات الكثيرة المصيرية المُلحة، وكُل تلكَ الأفكار والطموحات الجامحة علوّ الفضاء،

كيف ستحققها وتعرف أجوبتها؟

ما هي أول خطوة لي فيها، كيف سأعرف النتائج المترتبة عليها؟

من أين لي وأي باب سأطرقه ويتمهد لي الطريق حينها؟

أعتقد بأن أسوء ماقد يعرفهُ المرء، هو أن طموحات ورغبات اليوم لن تظل هيَ نفسها معكَ للغدِ. 

وبأن الأسوء من ذلك هو فقدانك لرغبة تحقيقها. 

وها هيَ الحياة تمضي قدماً دوماً، وأنا فقط الذي أقف متكئً متفرجاً بجدية الحياة ومعرفة كُل تناقضها وأسبابها، ومدى ولأي قرار سيأخذك بعيداً عن مجرى مخططاتك.

الخلل ليس بمخططك الذي تعتقد أنك فشلت فيه فشلاً ذريعاً،

 بتطبيق حذافيره،

 الفشل ليس هنا أبداً،

الفشل بأنكَ عجزت ووقفت معارضاً 

مستعجباً بوجه التناقض الذي طرى على أحلامك.

إنك لم تعيَ ولم تفهم بأنها هي الحياة وأدوارها ستحدث عاجلاً أم أجلاً، شئت أم أبيت.

إن من أكثر الأمور تعقيداً وأفظعها هو الاضطراب التخرجي تلك المرحلة التي يبدأ فيها المرءُ بالنمو الفكري والعاطفي في آنٍ واحدٍ.

شارك