المقالات | تطوير الذات
تجربتي في تخصص آخر لا ينتمي لأحلامي
أسماء عبدالخالق
هل اتخذت أحلامك في يوماً ما مساراً مختلفاً عما كنت تخطط له؟ ... مثلاً أن تضع نصب عينيك تخصص ما ولكن ما كان مقدر لك هو تخصص آخر!
أحكي لكم عن تجربتي في هذا المسار أنا طالبة في كلية الصيدلة في السنة الخامسة وهي آخر سنة لي في تلك الكلية التي كنت أبغضها بكل ما فيها حيث كانت طموحاتي تتوجه وترتكز وتدور حول دوامة الطب البشري لأجد نفسي في يوم ما في كلية أخرى!
ولكن هذه التجربة جعلت مني شخص آخر أدركت مع الوقت أن بوصلة الانسان قد تتغير في طرفة عين لذلك يجب علينا أن نتلائم مع التخصص الذي قدر لنا أن نكون فيه.
ما هو الشعور الذي يمكن أن يغلب طالب في بداية مسيرته في تخصص لم يكن من ضمن أحلامه؟
ستشعر في البداية بأنك بالمكان والزمان الخطأ وأنهم أجحفوا في حقك وأن قدراتك وذكائك هنا مهدور، ستشعر أن أحلامك بدأت بشكل ما تتلاشى وتبدأ حواسك تتيقظ بأن ما كنت تحلم به لم يتحقق ... وهنا ستبدأ أعراض الاكتئاب، لكن أنصح الجميع أن يتجاوز هذه المرحلة من المشاعر والأحاسيس المدمرة لأنها ستؤثر على شخصيتك وتعاملك وحتى درجاتك سيكون عليها التأثير الكبير بسبب أن ثقتك ستكون مهزوزة حينها ... تجاوز هذه المرحلة لأنك وبشكل ما ستصل إلى سنوات ما قبل التخرج وستكون قد تلائمت وبشكل ما مع تخصصك وبدأت تستمتع فيه وتعافيت ولو بنسبة ما من موجات الغضب والرفض الداخلي لتخصصك، وهنا ستبدأ لديك أعراض الندم على ما فاتك، مثلا أن تكون في بداية مسيرتك أخترت أصدقاء غير مناسبين لك، ولكن شخصيتك وصراعتك الداخلية في ذاك الوقت كانت غير مستقرة فأثرت على اختياراتك، وأيضاً الندم على عدم بذل مجهود كافي في بداية مشوارك مما كان سيؤثر إيجابياً على باقي مسيرتك الجامعية حتى أنه في بعض الأحيان ستشعر بالندم على شخصيتك القديمة وغيرها من الأشياء التي أنصح كل طالب جامعي مقبل على تخصص لم يكن من أحلامه وطموحاته أن لا يقع فيها وذلك بأن يجعل القناعة والرضا التام بما قدر لنا الله هو شعاره في الحياة.
أخيراً حارب كل شعور يأس وإحباط بأن تذكر نفسك دائماً بأن طرق الله هي الطرق الصحيحة والمناسبة لنا مهما كانت رؤيتنا للحياة وتطلعاتنا لها ... قرأت في كتاب ما يتحدث عن السعادة (استسلمْ للقدر قبْل أن تطوّق بجيش السُّخْط والتذمُّر والعويل، اعترفْ بالقضاءِ قبْل أن يدهمك سيْلُ النَّدمِ) لم أكن أعرف معنى هذا الكلام حتى خضت في غماره ولكن كم بكينا لأننا لم نبلغ شمسًا ولا قمرًا، ثم وضع الله مجرةً بأكملها بين أيدينا.
كن مبدعاً واستمتع دائماً بما تملكه وبما هو بين يديك لتأتيك الأشياء السعيدة من تلقاء نفسها ... حاول بقدر الإمكان أن لا تدخل في زوبعة عدم الرضا والسخط لأنها تأتي محملة بزوابع أخرى من اليأس والإحباط والفشل المتتابع، وحاول أن تنهض في أي مكان وضعك الله فيه لا تشترط، لا تقنط، فقط انهض واستجمع قوتك وواصل السير فبالتأكيد يوماً ما ستتعلم أن متعة الحياة ليست بتحقيق الأحلام فقط ولكن بالسير إليها بالمعرقلات التي واجهتك وبالرفض الذي قوبلت به، وسترى نفسك عظيماً مقارنة بشخص حقق أحلامه بكل سهولة وبشخص قرر أن يستسلم وشعور الأسى والندم ملازم له.